النهضة العمرانية في قطر
تقاس عظمة الأمم وتقدمها بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع، ولعل النهضة العمرانية التي شهدتها قطر خلال السنوات الماضية خلال فترة زمنية قياسية ومازالت تشهدها خير شاهد على الإنجازات وعلى عظمة هذا البلد المعطاء.. فهذه الدولة الحديثة التي أرسى دعائم حضارتها سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والذي يكملها سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حفظة الله ,تدعو إلى الفخر والاعتزاز لما وصلت إليه قطر من تقدم على كل المستويات، ما وضعها في مصاف الدول المتقدمة
شهدت البلاد خلال السنوات الأخيرة نهضة عقارية وعمرانية لم يسبق لها مثيل، جاءت مواكبة لحركة النمو والازدهار التي يعيشها الاقتصاد القطري وجعلته من أكثر وأسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم، حيث اجتذبت المشروعات العقارية الضخمة التي تنفذ في قطر الشركات العقارية والاستثمارية الكبيرة المحلية والخليجية وحتى العالمية بحثاً عن الاستثمارات المجدية ذات العوائد الكبيرة.
وتعكس النهضة العمرانية الشاملة التي شهدتها ومازالت تشهدها البلاد التطور الكبير ويأتي في مقدمة المشاريع الكبرى الحالية والمستقبلية المتعلقة بالبنية الأساسية في البلاد، والتي تم وضع حجر الأساس لها، مشروع شبكة السكك الحديدية ومشاريع البنية التحتية من طرق داخلية وخارجية وصرف صحي، حيث يشكل مشروع بناء شبكة سكك حديدية حديثة في البلاد خطوة على الطريق لتحويل رؤية قطر 2030 إلى واقع ملموس لما لهذه الشبكة من أهمية في تعزيز مقومات التطوير والتنمية المستدامة في البلاد.. ففي نوفمبر الماضي تم التوقيع على عقد الشراكة الاستراتيجية بين شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري وشركة دويتشيه باهن الألمانية لتأسيس شركة تطوير سكك الحديد القطرية لتنفيذ مشروع بناء شبكة السكك الحديدية الذي تبلغ تكلفته حوالي 25 مليار دولار أمريكي، حيث تعتبر شركة دويتشه شركة رائدة وسباقة عالمياً في تطوير وبناء أحدث نظم شبكات السكك الحديدية المتطورة في العالم وترجع خبرتها في هذا المجال إلى 100 عام من الخبرة والعمل في أكثر من 100 دولة من خلال ما يزيد على 2000 مشروع في مجال السكك الحديدية والقطارات، ومن شأن التعاون المشترك بينها وبين الديار أن يخلق ثورةً جديدة في مجال النقل والمواصلات ويوفر أسلوباً جديداً لحياة الأفراد في ربوع البلاد وما وراءها.
وسيتم من خلال مشروع شبكة السكك الحديدية دمج أنظمة شبكات السكك الحديدية المختلفة في قطر في شبكة موحدة بدءاً من شبكة مترو الدوحة وشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب في مدينة لوسيل والمدينة التعليمية ومنطقة الخليج الغربي ووصولاً إلى أماكن أخرى كمطار الدوحة الدولي الجديد ومدينة رأس لفان الصناعية إلى جانب تمديد هذه الشبكة لتصل قطر بالدول المجاورة، ما من شأنه أن يحدث ثورة في مجال السفر والسياحة في قطر والمنطقة.
وتم وضع خطة تنفيذ لهذا المشروع الاستراتيجي الضخم بناء على المشاريع التطويرية الحالية والمستقبلية في الدولة والتي من ضمنها الاستعداد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022 حيث من المقرر الانتهاء من المشروع في عام 2026، وإذا كانت شبكة سكك حديد قطر تمثل أحد معالم المرحلة المستقبلية للدولة فإن الصورة تكتمل بالمشاريع الواعدة التي تعكف هيئة الأشغال العامة على إنجازها خلال السنوات الثماني المقبلة والتي تصل قيمتها إلى حوالي 100 مليار ريال، ولعل الخطة العمرانية الجديدة للدولة المبنية على رؤية قطر 2030 والتي هي في مراحلها الأخيرة ستكون خريطة طريق على هدى منها تسير الجهات التنفيذية بالدولة.
كما يُعتبر نفق "معابر الخليج" بطول 12 كيلومتراً الرابط ما بين الشارع الرئيسي لمطار الدوحة الدولي الجديد في منطقة "راس أبوعبود" ومنطقة الأبراج ما بين فندقي الشيراتون والفورسيزن وصولاً إلى فندق إنتركونتيننتال والبالغة تكلفته أكثر من مليار دولار، على جانب كبير من الأهمية، كما أن مشروع الطريق الرابط بين منطقة راس بوعبود على الدائري الأول مع شارع الريان وصولاً إلى دوار منطقة بني هاجر، إضافة إلى مشروع الميناء الجديد يشكل جانباً من تلك الصورة.. كذلك فإن الطريق الرابط بين مطار الدوحة الدولي وطريق شرق منطقة دخان ومشروع لوسيل المتوقع طرحه خلال الأشهر المقبلة إضافة إلى خطة تطوير الكورنيش ومشروع مطار الدوحة الجديد منارات هادية في تلك الصورة المضيئة، وسيضع استحداث هيئة أشغال نظاماً تكنولوجياً جديداً للمراقبة والتحكم في الإشارات المرورية مزوداً بالكاميرات تطبق المرحلة الأولى منه خلال العامين المقبلين الدولة على أعتاب مرحلة جديدة تختفي فيها الاختناقات المرورية وتتعزز مراقبة السير والحد من الحوادث والاستفادة من عامل الوقت.
يأتي مشروع مطار الدوحة الدولي الجديد على رأس قائمة المشاريع الضخمة التي ستخدم مونديال 2022 للأهمية الكبيرة في نقل جمهور المونديال إلى قطر، حيث من المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية له إلى 50 مليون مسافر سنوياً ومن المنتظر أن يتم افتتاحه نهاية العام الجاري، ويعد المطار تحفة معمارية رائعة فريدة من نوعها في دول الخليج وسيكون أحد أكبر المطارات بالمنطقة، كما يعد المطار الجديد من المشاريع المحورية في استراتيجية التنمية الوطنية لقطر، وسوف يلعب دوراً محورياً وحلقة وصل الخطوط الجوية القطرية وشركات طيران جوية أخرى، كما سيكون مركزاً للشحن الجوي وصيانة الطائرات.
كما يعتبر المطار من أوائل المطارات في العالم القادرة على استيعاب حركة طيران غير محدودة لشركات الطيران التجارية بما فيها الطائرات من طراز ايرباص الجديدة A380، وستصل الطاقة الاستيعابية لمطار الدوحة الدولي الجديد إلى 50 مليون مسافر سنوياً مع نهاية المراحل الأخيرة منه عام 2015، حيث تستوعب المرحلة الأولى التي يبدأ تشغيلها العام الجاري 24 مليون مسافر سنوياً، ولكن النسبة الأكبر من هذا العدد ستكون للمسافرين الترانزيت، بنسبه تتراوح ما بين 70 % إلى 80 % من عدد المسافرين.
كما يشتمل المطار الجديد عند اكتمال جميع العمليات الإنشائية به على ممري هبوط وإقلاع الطائرات ومبنى المسافرين مع 100 منصة للطائرات ومنشآت ومرافق دعم للمطار بالإضافة إلى منشآت تجارية كبيرة، كما أنه يعد تحفة معمارية رائعة تم تصميمها طبقاً لأحدث المستجدات الهندسية العالمية المواكبة لصناعة الطيران وبحرفية عالية ومعايير عالمية وبمواصفات مستقبلية.
ويقع المطار الجديد على بعد أربعة كيلو مترات تقريباً شرق المطار الحالي وسيكون أول مطار في العالم صمم خصيصاً وعلى وجه التحديد لأكبر طائرة بالعالم وهي طائرة إيرباص A380 ذات الطابقين، وتبلغ مساحته 22 ألف هكتار تم استصلاح نصفها من الخليج العربي، ويتضمن 80 بوابة متصلة، تشمل منطقة تسوق مساحتها 25 ألف متر مربع ومواقف سيارات متعددة الطوابق، ويعمل بالمشروع 47 ألف عامل ومهندس ومشرف.
كما تعتبر مشاريع الصرف الصحي ومحطات المعالجة التي رصدت الهيئة لتطويرها ما يقرب من 25 مليار ريال في السنوات الثماني المقبلة على جانب كبير من الأهمية وحجر الزاوية في خطط تطوير مدينة الدوحة واستحداث نظام للصرف يفي بمتطلبات المدن الحديثة، فضلاً عن برنامج الطرق السريعة والذي تصل قيمته لأكثر من 7 مليارات ريال ومنها طريق 22 فبراير وطريق سلوى وطريق دخان والشحانية والطريق المداري الذي سيتم البدء في إنشائه قريباً وغيرها من الطرق الكبرى الأخرى.
تأتي الطفرة العقارية والنهضة العمرانية غير المسبوقة التي تشهدها قطر مواكبة لحركة النمو والازدهار التي يعيشها الاقتصاد القطري التي جعلته من أكثر وأسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم، واجتذبت المشروعات العقارية الضخمة مثل مشروع "مدينة لوسيل" ومشروع "اللؤلؤة - قطر" الشركات العقارية الكبيرة من داخل قطر وخارجها بحثاً عن الاستثمارات المجدية في هذا القطاع المهم المتنامي بقوة، ويرى الخبراء أن هذه الطفرة والنهضة العمرانية غير المسبوقة في قطر ستستمر خلال السنوات المقبلة، نظراً لما تشهده البلاد من نمو متسارع وازدهار اقتصادي قوي ومشروعات عملاقة في جميع القطاعات، وما يصاحب ذلك من زيادة عدد السكان والوافدين على الدولة، وبالتالي يزيد الطلب في سوق العقارات ويحفز رجال الأعمال والمستثمرين على ضخ استثماراتهم في القطاع العقاري، حيث تغير وجه الدوحة العمراني بصورة كبيرة لفتت الأنظار، وتغير المشهد تماماً، موضحين أن كورنيش الدوحة على سبيل المثال لم يكن فيه كل هذا العدد من الأبراج والبنايات العالية التي لم تكن تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، لكن اليوم نشاهد عشرات الأبراج الشاهقة والمبنية على أحدث الطرازات والتصميمات والتشطيبات، كما أن الحكومة والقطاع الخاص يعتزمان بناء حوالي 250 برجاً خلال السنوات الخمس المقبلة تقدر تكاليفها بعشرات المليارات، وهو ما يعكس حجم الانطلاقة العمرانية الكبيرة التي تعيشها الدوحة حيث تتجاوز حجم التداولات في السوق العقارية.
ويؤكد الخبراء أن السوق العقارية في قطر تشهد يوماً بعد يوم مزيداً من ضخ الاستثمارات والمشروعات العقارية الكبيرة التي أصبحت تجذب الشركات العقارية ليس فقط المحلية وإنما العالمية والإقليمية التي أصبحت تتطلع إلى فرص الاستثمار العقاري في هذه السوق الواعدة والمستمرة في النمو، خصوصاً في ظل تزايد الطلب على العقارات بمختلف أنواعها السكنية والإدارية والتجارية والطفرة الكبيرة ومعدل النمو المرتفع الذي يحققه الاقتصاد القطري، وكذلك المشروعات العملاقة التي تنفذها الشركات الكبرى، كما أن الشركات المحلية أخذت تنمو وتتوسع في أنشطتها مع استمرار وازدهار الطفرة العقارية.
وأشادت الكثير من التقارير العالمية بالنهضة العمرانية غير المسبوقة التي تشهدها قطر حالياً والتي أكدت أن دولة قطر تتحول إلى مدينة واعدة في منطقة الخليج، مستندة إلى النمو المتواصل في اقتصادها، إضافة إلى التطورات اللافتة التي شهدها قطاعا العقارات والطاقة خلال الأعوام المنصرمة، وأن قطر نجحت في إطلاق مشاريع بمليارات الدولارات، واستطاعت من خلالها أن تتحول إلى دولة عالمية.
ويرى المطورون المعماريون والمهندسون أن قطر تشهد أكبر نهضة معمارية فولاذية لم يشهدها العالم منذ ستينيات القرن الماضي، مشيرين إلى أن الرافعات وقوائم الصلب الفولاذي وأطناناً من الخرسانة ترفع هنا وهناك، وأبدوا دهشتهم الكبيرة بما يجري على أرض قطر، حيث لم يتوقعوا على الإطلاق أن تكون هناك إنجازات بهذه الضخامة والإتقان والفكر العالي في البناء والتشييد. وأشاروا إلى أن التقارير الأخيرة التي تتحدث عن التقدم العمراني في قطر بنيت على دراسات ولم تخرج من فراغ وهذا ما يدعو للفخر والاعتزاز، كما أن هذه التقارير تدل على أن قطر في الطريق الصحيح نحو تبوؤ مكانة مرموقة بين الأمم وبكل تأكيد لم يأت ذلك من فراغ وإنما يرجع إلى ما تشهده قطر الفترة الحالية من نهضة تنموية شاملة وغير مسبوقة في شتى المجالات، حيث شهدت قطر في السنوات الأخيرة نهضة عمرانية واسعة حيث يُعتبر القطاع العقاري فيها من أكثر القطاعات الاقتصادية حيوية ولعب دوراً رئيسياً في استكمال عناصر النهضة الحالية في قطر ولم تقتصر هذه النهضةَ غير المسبوقة على مشاريع عقارية فريدة من نوعها تتراوح بين جزر اصطناعية وبين أبراج شاهقة فقط بل امتدت إلى جميع المجالات العقارية من إسكان فاخر وإسكان متوسط، كما أن القوانين والتشريعات التي أصدرتها الدولة مؤخراً ساهمت بشكل فعّال في تسهيل الاستثمار العقاري.
No comments:
Post a Comment